(2-0-1 page )الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اتبع سبيله الطيب.
(2-0-10 page )وقال الله تعالى أيضاً: «محمد رسول الله. والذين معه اشداء على الكفار رحماء بعضهم ببعض 7 وقال أيضا إنما الكافرون إخوة 8
(2-0-11 page )فالمؤمنون إخوة في الدين والعقيدة، مهما تباعدت أواصرهم وأوطانهم وأزمنتهم. قال الله تعالى: «وللذين جاءوا من بعدهم يقولون: رب اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان إنك أنت الغفور الرحيم». ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا. رب إنك أنت الرؤوف الرحيم”. » 9
(2-0-12 page )فالمؤمنون – منذ بدء الخليقة إلى نهايتها، ومهما بعدت أوطانهم وأزمنتهم – إخوة متحابون، وكان أجدادهم قدوة للمعاصرين. وهم يدعون الله لبعضهم البعض لإخوانهم، ويسألونه أن يغفر لهم.
(2-0-13 page )واعلم أن التحالف والتنصل لهما إشارات:
(2-0-14 page )6 المائدة آي55
7 الفتح آية29
8 الحجيرات آي10
9 الحشر آي10
(2-0-2 page )وبعد حب الله ورسوله لا بد من محبة مختاري الله، واعتبار أعداء الله خصوماً كاملين.
(2-0-3 page )وهكذا نجد من أسس العقيدة الإسلامية أن المسلم الملتزم بها يجب أن يتحالف مع أتباع هذه العقيدة، ويعادي أعداء هذه العقيدة. ولذلك فهو يحب أتباع التوحيد، وعبادة الله خالصة، ويواليهم. وأما المشركون فيبغضهم ويعتبرهم أعداء. وهذا السلوك من دين إبراهيم ورفاقه الطلاب الذين أمرنا الله أن نتخذهم قدوة. وقد قال الله عز وجل: «لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منك ومنكم وما العبادة من دون الله. نحن ننكرك. ولا تزال بيننا وبينكم العداوة والبغضاء حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه: إني لأستغفر الله لكم ولا أقدر لكم من الله شيئا. ''يا رب! عليك توكلنا وإليك نتوب. تجاهك أصبح. »1.
(2-0-4 page )ثم إن هذا السلوك من دين محمد (ص). قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا! ولا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. إنهم حلفاء لبعضهم البعض. ومن يتولهم منكم فهو منهم.
إن الله لا يهدي القوم الظالمين. » 2.
(2-0-5 page )وهذه الآية الأخيرة تتعلق بشكل خاص بالنهي عن موالاة أهل الكتاب. وأما تحريم موالاة الكفار عموماً، فقد قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا! لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء » 3
(2-0-6 page )كما نهى الله تعالى عن المؤمن أن يوالي الكفار ولو كانوا أقرب الناس إليه. قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا! ولا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان. ومن يتخذهم منكم أولياء...فأولئك هم الظالمون. » 4
(2-0-7 page )وقال الله تعالى: «لا تجد من الناس الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر من يتخذ من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم». أهل قبيلتهم"5
(2-0-8 page )ولكن للأسف كثير من الناس يجهلون هذا المبدأ الأساسي، لدرجة أنني سمعت – في إحدى الإذاعات العربية – بعض الأشخاص المنتمين إلى العلم والوعظ يعلنون أن المسيحيين إخواننا… ما أخطر الكلمة!
(2-0-9 page )1 الممتحنة آي4
2 المائدة آي51
3 الممتحنة آي1
4 التوبة آي23
5 المجادلة آي22
ثم مع كون الله تعالى - نهى عن موالاة الكفار أعداء العقيدة الإسلامية، وأوجب موالاة المؤمنين ومحبتهم. قال الله تعالى: (ما لكم من أولياء إلا الله ورسوله والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). ومن يتخذ الله ورسوله والمؤمنين أولياء فإن حزب الله هو الغالب. » 6
(3-1-1 page )بل إن محاولة التشبه بهم في اللباس واللغة وغيرها يكشف عن محبة الأشخاص الذين يقلدونهم. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم».
(3-1-2 page )ولذلك يحرم التشبه بالكفار فيما يختص بهم، سواء في العادات أو العبادات أو المظهر أو السلوك، كحلق اللحى، أو إعفاء الشوارب، أو التحدث بلغتهم إلا لضرورة، أو اللباس. كما يفعلون، من أكل أو شرب مثلهم، ونحو ذلك من الأفعال.
(3-10-1 page )وقد نهى الله عن ذلك فقال: "ما كان للنبي والمؤمنين أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى، وقد تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم". » 21. بل في ذلك محبة لهم، ورضا بالحال التي هم عليها.
(3-11-1 page )وفي الوظائف: قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخْذُوا أَوْلَاءَ خَارِجًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ لَا يَفْزُونَكُمْ . يتمنون لو كنت في ورطة. لقد ظهرت الكراهية بالتأكيد في أفواههم، لكن ما تخفيه صدورهم أعظم. »22
(3-11-10 page )وأما القتال: ففي المسألة خلاف بين أهل العلم، والصحيح جوازه عند الحاجة والضرورة، إذا كان المعتدى عليه جديرا بالثقة في القتال.
وذكر ابن القيم في فوائد صلح الحديبية: “ومن ذلك: جواز الرجوع إلى المشرك الأمين في القتال عند الضرورة.
وميزة أنه يسهل عليه الاختلاط بالعدو واستخلاص المعلومات منه. ويجوز ذلك في حالة الضرورة القصوى؛ لأن الزهري لجأ إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر على بعض اليهود.
(3-11-11 page )22 علي عمران الآيات 118 - 120
المكان خلال السنة التاسعة للهجرة. وكذلك صفوان شارك في غزوة حنين مع أنه كان مشركاً. ومثال الضرورة القصوى: إذا كان الكفار أكثر وخيف عليهم، بشرط أن يتخذوا القرار الصحيح في شأن المسلمين. وإلا فإنه إذا لم يكن هناك ضرورة، يحرم الاستعانة بالكافر، لأنه لا يأمن من حيلته وشره بطبيعته.
(3-11-2 page )15 الأنفال آي60
16 الأعراف آي32
17 الجاثية آية13
18 البقرة آي29
19 عبد الله
20 عبد الرحمن
21 التوبة v.113
(3-11-3 page )قال البغوي -رحمه الله-: "وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْ خَارِجِكُمْ أَوْلاَءَ" أي: لا تتخذوا من خارج أهل دينكم أولياء أو أصدقاء مخلصين. المقربون من الشخص هم المقربون منه. ثم بين الله عز وجل سبب تحريم اتخاذهم من الموالين فقال: (لن يضروك) أي. : لن يبخلوا بأي عمل قد يضرك.
(3-11-4 page )قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وأهل الخبرة يعلمون أن من يعيش في ذمة المسلمين من اليهود والنصارى والمنافقين، يراسلون إخوانهم بالبريد، ليطلعهم على حال المسلمين وأسرارهم التي كانوا سيطلعون عليها.
ومن الآيات المشهورة في هذا الموضوع:
(3-11-5 page )كل عداوة يمكن أن تصبح مودة، إلا عدوك في الدين.
(3-11-6 page )ولهذا السبب وغيره منعوا أن يكون المسلمون تحت مسؤوليتهم (أي في الوظائف)، علاوة على ذلك، من توظيف من هم أقل كفاءة منهم ولكن الكفاية (بين المسلمين) أنفع للمسلمين، سواء في ذلك دينهم كما في دنياهم، فقليل الحلال ينال بركة الله، وكثرة الحرام تذهب ويمحوها الله. » [خلاصة "مجموع الفتاوى" (28/646)]
(3-11-7 page )ويتضح مما سبق:
(3-11-8 page )1. أنه يمنع تكليف الكفار بمسؤوليات تمكنهم من السيطرة على المسلمين، أو الاطلاع على أسرارهم، كاتخاذهم وزراء أو مستشارين، لقوله تعالى: (ولا تتخذوا من دونكم أولياء فإنهم يكذبون). لن يفشل في إزعاجك." أو حتى منحهم مناصب الخدمة المدنية في الدول الإسلامية.
(3-11-9 page )2. أنه يجوز الاستعانة بخدماتهم في بعض الأعمال الثانوية، كمهنة الكشافة، وتشييد المباني، وتطوير الطرق، بشرط ألا يكونوا من المسلمين المؤهلين لهذه المهام. وقد استعان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر بامرأة من قبيلة "بني الديل" مرشدة وكشافة، لتدلهما على الطريق أثناء هجرتهما إلى البلاد. المدينة المنورة (الهجرية) بينما كان هذا الشخص مشركاً.
(3-2-1 page )بل الهجرة بهذا المعنى ولهذا الغرض واجبة على المسلم. والإقامة في بلاد الكفر تدل على التحالف مع الكفار. ولهذا حرم الله على المسلم الإقامة مع الكفار إذا أمكنه الهجرة. قال الله تعالى: «إن الذين ظلموا أنفسهم تتوفاهم الملائكة فيقولون أين كنتم؟ " (عن دينكم) -
"قالوا في الأرض". فتقول الملائكة: ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا؟ «إن أولئك مأواهم الجحيم. ويا لها من وجهة سيئة! إلا المستضعفين: من الرجال والنساء والولدان، الذين لا يستطيعون مساعدة أنفسهم، والذين لا يجدون سبيلا: فهؤلاء عسى الله أن يغفر لهم. وكان الله رحيما وغفورا. » 10
(3-2-2 page )ولذلك لم ييسر الله لأحد من الإقامة في بلاد الكفر إلا الضعفاء الذين لا يستطيعون الهجرة. وهكذا من كان لإقامته في بلد كافر مصلحة دينية، كالدعوة إلى الله وانتشار الإسلام في هذا البلد.
(3-3-1 page )ويحرم السفر إلى بلاد الكفر إلا لضرورة كالعلاج والتجارة والدراسة في المجالات المفيدة التي لا يمكن الحصول عليها إلا في الخارج.
وفي هذه الأحوال يكون السفر مباحاً ولكن يقتصر على الضرورة. ولذلك فإذا انتهت الحاجة وجب الرجوع إلى بلد مسلم.
(3-3-2 page )ومن شروط مشروعية هذه الرحلة أن يظهر المسلم دينه، ويفتخر بإسلامه، مع الابتعاد عن الأماكن التي يكثر فيها الشر، والحذر من غدر الأعداء وحيلهم. وكذلك يجوز – بل واجب – السفر إلى بلدانهم بغرض الدعوة إلى الله ونشر الإسلام.
(3-3-3 page )10 النساء 97-99
(3-4-1 page )فهذه نقض للإسلام وأسباب الردة. ونسأل الله أن يحفظنا من ذلك.
(3-5-1 page )قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا من دونكم أولياء لن يعجزوكم". إنهم يريدون أن تكون في ورطة. لقد ظهرت الكراهية بالتأكيد في أفواههم، لكن ما تخفيه صدورهم أعظم. نعرض لك العلامات. إذا كنت تستطيع السبب!
أنتم (المسلمون) تحبونهم وهم لا يحبونكم؛ وأنت تؤمن بالكتاب كله. وإذا لقواكم قالوا آمنا. ومرة واحدة، في حالة من الغضب عليك، يعضون أصابعهم. قل: "متوا من غيظكم"؛ وفي الحقيقة أن الله يعلم محتويات القلوب جيداً. وإذا مسكم خير يحزنون. وإذا جاءتكم سيئة يستبشرون. وإن تصبروا وتتقوا الله فلن يضركم كيدهم شيئا. والله أعلم بكل ما يفعلون». 11
(3-5-2 page )تكشف هذه الآيات الكريمة عن مشاعر الكفار الباطنية، والكراهية الداخلية التي يكرسونها للمسلمين، والمؤامرات الإجرامية والغادرة التي يحرضونها ضدهم، والرغبة في إلحاق الضرر بهم والأذى بجميع الوسائل، والربح الذي يجنونه من ذلك. الثقة التي يضعها المسلمون فيهم ليرسموا لهم خطط الأذى.
(3-5-3 page )وروى الإمام أحمد قول أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه –: “قلت يوما لعمر – رضي الله عنه –: إن عندي كاتبا نصرانيا. فأجابني: ماذا يحدث لك؟ قاتلكم الله! أما سمعت قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا! ولا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. إنهم حلفاء لبعضهم البعض. » 12. فلماذا لم تتخذ كاتبًا توحيديًا خالصًا؟ فبررت نفسي: يا أمير المؤمنين! أنا فقط أستفيد من خدماته ككاتب... وأما دينه، فهذا عمله." فقال عمر: "لا أكرمهم أبدًا وقد أذلهم الله". ولا أكرمهم أبدا وقد حقرهم الله. ولا أقربهم أبداً وقد أبعدهم الله».
(3-5-4 page )وقد روى الإمام أحمد ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج إلى غزوة بدر. وتبعه رجل من المشركين حتى لحق به في مكان صخري بالصحراء. فقال له المشرك: إني أريد أن أتبعك لأتمتع بالغنائم معك. فسأله النبي: «هل تؤمن بالله ورسوله؟ ". فأجاب الرجل: لا.
وختم النبي: «ارجعوا فإني لا أستعين بمشرك أبدًا».
(3-5-5 page )11 علي عمران ج118-120
12 المائدة ج51
(3-5-6 page )ومن هذه النصوص يتبين تحريم إعطاء الكفار مناصب مخصصة للمسلمين، يمكنهم من خلالها الاستفسار عن أحوال المسلمين وبياناتهم السرية، وبالتالي تدبير الحيل لإلحاق الأذى بهم.
(3-5-7 page )وهذا النوع من الأوضاع هو الحاضر، مع قدوم الكفار إلى بلاد المسلمين -وبخاصة بلاد الحرمين- الذين يعملون كعمال أو سائقين أو خدم أو مربين في المنازل، أو دمجهم في الأسرة، أو في الحياة. المجتمع المسلم.
(3-6-1 page )التقويم الغريغوري هو الذي يتخذ ميلاد المسيح ( ) كتاريخ بدايته. ومع ذلك، فإن هذا التقويم مخترع بالكامل، وليس بأي حال من الأحوال جزءًا من دين المسيح ( ). ويعتبر استخدام هذا التقويم شكلاً من أشكال المشاركة في الاحتفال بطقوسهم وأعيادهم.
(3-6-2 page )ولتفادي ذلك، عندما قرر الصحابة -رضي الله عنهم- وضع تقويم للمسلمين من عهد الخليفة عمر -رضي الله عنه- خرجوا عن التقاويم الكفرة ووضعوا تقويماً. ابتداء من تاريخ الهجرة، مما يدل على وجوب المفاضلة بين الكفار في التقويمات، بل وفي جميع الخصائص الخاصة بهم. ومن الله نستعين.
(3-7-1 page )وقد فسر بعض المفسرين قول الله - عز وجل -: "الَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ"(13) بأن من صفات عباد الرحمن عدم ترك الأعياد من الكافرين.
(3-8-1 page )قال الله تعالى: "ولا تحوّل أبصارك إلى ما متعنا به أقواماً منهم زينة الحياة الدنيا لتفتنهم به". وما رزق الله (في الجنة) هو خير وأبقى. » 14
(3-8-2 page )ومع ذلك، لا يعني هذا بأي حال من الأحوال أنه لا ينبغي للمسلمين أن يستثمروا أنفسهم في أسباب اكتساب القوة، من خلال التعرف على عمليات الإنتاج، أو تعزيز الاقتصاد المشروع أو الأساليب والممارسات العسكرية. بل هو أمر ضروري. قال الله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"15.
(3-8-3 page )13 الفرقان الآية 72، والترجمة المحتملة الأخرى لهذه الآية هي: "الَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ"
14 طه الآية 131
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الفوائد والموارد والقوانين الطبيعية هي في الأصل مقصود لها. المسلمين. قال الله تعالى: «قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات؟» "قل: إنما المقصود للذين آمنوا في الحياة الدنيا، وخصوصًا لهم يوم القيامة". » 16
(3-8-4 page )وقال أيضاً: "وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض كله منه"(17).
(3-8-5 page )ولكن أيضًا: «هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا» 18
(3-8-6 page )ولذلك فالواجب على المسلمين أن يكونوا أول من يستفيد من هذه الفوائد والموارد، دون الاعتماد على الكفار في توفيرها. بل إن الأمر متروك للمسلمين لامتلاك التقنيات وأماكن الإنتاج.
(3-9-1 page )وهكذا فإن بعض المسلمين يطلقون على أبنائهم – أولاد أو بنات – أسماء أجنبية، ويتركون أسماء آبائهم وأجدادهم وغيرها من الأسماء الشائعة في مجتمعهم. والآن قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن» وبسبب هذه الأسماء ظهر جيل كامل من المسلمين بأسماء أجنبية، مما أحدث انقساما بين هذا الجيل والأجيال السابقة، بالإضافة إلى قطع الروابط بين العائلات التي تم التعرف عليها بأسمائها المحددة.
(4-1-1 page )الهجرة هي مغادرة بلاد الكفر إلى بلاد المسلمين - بهدف الفرار للحفاظ على دينه.
(4-1-2 page )فالهجرة المذكورة أعلاه وللغرض المذكور تظل واجبة إلى اليوم الذي تطلع فيه الشمس من مغربها وتقوم الساعة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبرأ من أي مسلم يقيم بين المشركين. وبالتالي يحرم على المسلمين الإقامة في بلاد الكفر، إلا من لا يجد وسيلة للهجرة، أو من كان في إقامته مصلحة دينية، كالدعوة إلى دين الله ونشره. . قال الله تعالى: «إن الذين ظلموا أنفسهم تتوفاهم الملائكة فيقولون أين كنتم؟ "
(عن دينكم) - "قالوا إنا في الأرض مكرهون". فتقول الملائكة: ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا؟ "
إن أولئك مأواهم الجحيم . ويا لها من وجهة سيئة! إلا المستضعفين: من الرجال والنساء والولدان، الذين لا يستطيعون أن ينفقوا على أنفسهم، والذين لا يجدون سبيلا، فهؤلاء عسى الله أن يغفر لهم. وكان الله رحيما وغفورا. » 23
(4-10-1 page )قال الله تعالى: «واستغفر لذنوبك وللمؤمنين والمؤمنات»30
(4-10-10 page )علاوة على ذلك، لم يتوقف المسلمون أبدًا عن استيراد البضائع والمنتجات من الكفار، لأن هذه مجرد صفقة تجارية لا ندين لهم بها، وليس هذا من المعروف الذي يقدمونه لنا.
(4-10-11 page )ثم إن هذه المعاملات لا تولد محبتهم وموالاتهم، لأن الله أوجب على المؤمنين مودتهم وموالاتهم، كما أوجب بغض الكافرين وعداوتهم.
(4-10-12 page )قال الله تعالى: "إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وقومهم في سبيل الله والذين آواهم ونصروهم أولئك بعضهم أولياء بعض". » 35
(4-10-13 page )وفي نفس السورة يقول الله تعالى: «والذين كفروا بعضهم أولياء بعض. إذا لم تفعلوا ذلك [بقطع العلاقات مع الكفار] ستكون هناك فتنة وفتنة كبيرة في الأرض. » 36
(4-10-14 page )33 لقمان ج15
34 المجادلة ج22
35 الأنفال ج72
36 الأنفال ج73
(4-10-15 page )قال الحافظ ابن كثير: "ومعنى قوله تعالى: "إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفتنة كبيرة" هو أنك إذا لم تفعلوا، إذا لم تفعلوا، ابتعد عن المشركين، وتحالف مع الكافرين، ستظهر بين الناس فتنة عظيمة، وهي البلبلة، وتماثل المؤمنين للكافرين، فينتشر بين الناس ، اضطراب هائل وواسع…”
أضيف: وهذا للأسف ما يحدث هذه الأيام… وبالله التوفيق.
(4-10-2 page )وقال أيضًا: "يا رب اغفر لنا ولإخوتنا الذين سبقونا في الإيمان" 31
(4-10-3 page )وأما الكلمة الإلهية: "لا ينهاكم الله عن أن تبروهم وتقسطوا إلى الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم". إن الله يحب المقسطين . » 32، وهذا يعني أن الكفار الذين يمتنعون عن إيذاء المسلمين، بتجنب قتالهم وإخراجهم من ديارهم، سينالون في مقابل ذلك من المسلمين إحسانًا وإنصافًا من الناحية المادية، دون محبة. لهم بقلوبهم، لأن الله قال: «برًا وقسِطًا» ولم يقل: «كونوا أولياءهم ومحبيهم».
(4-10-4 page )29 الكهف ج28
30 محمد ج19
31 الحشر ج10
32 الممتحنة ج8
(4-10-5 page )وهذه الآية شبيهة بآية الوالدين الكافرين: "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إن كرهتهما فإنك لا تعلم". لكن احتفظ بهم برفقة جيدة هنا أدناه. "واتبع سبيل من يرجع إلي"33
(4-10-6 page )بالإضافة إلى ذلك، جاءت والدة أسماء – وهي كافرة – إلى ابنتها لصيانة رحمها. ولذلك استأذنت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في الاستجابة لطلب والدتها. فقال لها: «فاتصلي بأمك». ولكن الله تعالى قال أيضاً: «لا تجد من الناس الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر يتخذون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم وأبنائهم...»34
(4-10-7 page )لذا فإن الحفاظ على الروابط العائلية وتوفير الاحتياجات المادية شيء، والشعور بالحب تجاه غير المؤمن شيء آخر. بل إن صلة الرحم وإظهار السلوك الكريم يحث الكافر على اعتناق الإسلام. فهو إذن وسيلة للدعوة، بخلاف المحبة والميثاق الذي يتضمن الرضا والرضا بالحالة التي يجد الكافر نفسه فيها، لأن من لا يؤمن لا يدعوك إلى الإسلام.
(4-10-8 page )ثم إن تحريم موالاة الكفار لا يمنع من التبادل معهم، كالمعاملات التجارية المباحة، أو استيراد السلع والمنتجات المفيدة، أو الانتفاع بخبراتهم واختراعاتهم.
(4-10-9 page )ولذلك استخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أريقط الليثي - وكان كافراً - وأخذ قروضاً من بعض اليهود.
(4-2-1 page )قال الله تعالى: «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض»24
(4-2-2 page )وقال أيضاً: «وإن استنصروكم في سبيل الدين فعليكم النصرة، ولكن ليس على قوم بينكم ميثاق»(25).
(4-3-1 page )قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلمون في المودة والتآزر والتراحم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو واحد اشتكى منه سائر الجسد بالحمى والسهر. وقال أيضاً: «المؤمن للمؤمن كجدار البنيان يشد بعضه بعضاً» وشبك النبي صلى الله عليه وسلم بين أصابع يديه.
(4-3-2 page )23 سورة النساء الآية 97 - 99
24 التوبة الآية 71
25 الأنفال الآية 72
(4-4-1 page )وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يكمل أحدكم الإيمان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». 26. وقال أيضا: «المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يحقره». يخونه ولا يسلمه (للعدو). إن مجرد حقد المسلم على أخيه هو شر كاف.
كل نفس المسلم حرام: دمه وماله وعرضه.
وقال أيضا: «لا تباغضوا، ولا تجادلوا، ولا تدابروا، ولا يزاحموا بعضكم بعضا». في شراء السلع ويكونون إخوانا عباد الله "
(4-5-1 page )قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا! فلا يسخر فريق من فريق آخر: فربما يكونون أفضل منهم. وأن لا تسخر المرأة من غيرها من النساء: فربما تكون أفضل منها. لا تشوهوا سمعة بعضكم البعض أو تطلقوا ألقابًا (مهينة) على بعضكم البعض. يا لها من كلمة "انحراف" قبيحة عندما يكون لديك إيمان بالفعل. ومن لم يتب... فأولئك هم الظالمون. يا أيها الذين آمنوا! إياكم وكثرة الظن فإن بعض الظن إثم. ولا تجسسوا؛ ولا يتكلم بعضكم على بعض بالسوء. هل يحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه الميت؟ (لا!) سوف تكرهينه. واتقوا الله . إن الله عظيم التواب الرحيم. » 27
(4-6-1 page )بخلاف المنافقين الذين يقفون إلى جانب المؤمنين في المواقف السهلة والسهلة، ويهملونهم في المواقف الصعبة والمؤلمة.
قال الله تعالى: «إنهم في انتظارك؛ وإذا جاءكم فتح من الله ليقولن: ألم نكن معكم؟ "؛ وإذا كان هناك أي فائدة للكافرين. فيقولون لهم: ألم نضع عليكم الأيدي لنخرجكم من المؤمنين؟ «فليحكم الله بينكم يوم القيامة. ولن يجعل الله الكافرين على المؤمنين غالبين. » 28
(4-7-1 page )26 رواه البخاري، باب الإيمان (13)، ومسلم، باب الإيمان (45)
27 الحجيرات الآية 11-12
28 النساء الآية 141
نجد في الحديث القدسي: «رحمتي» لا بد أن يصل إلى الذين يتزاحمون ابتغاء رضواني». وفي حديث آخر: «زار رجل إخوانه في الله. فبعث الله في طريقه ملكا فقال له: أين تذهب هكذا؟ قال: لا، بل إني أحبه في الله. فقال له الملك: إن الله أرسلني إليك يخبرك أنه يحبك كما أحببت هذا الأخ في الله.
(4-8-1 page )فلا يجوز له أن يحل محلهم في بيعهم، ولا أن يزايد بثمن متفق عليه، ولا يطلب يد امرأة قد طلبها مسلم، ولا يحل محلهم في أي صفقة مباحة قد بدأوها.
(4-8-2 page )قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل أحدكم محل أخيه في بيعه، ولا يطلب يد امرأة قد استغاث بها». ونجد في نسخة أخرى: «ولا المزايدة على سعر متفق عليه»
(4-9-1 page )عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ولم يرحم صغيرنا".
(4-9-2 page )وقال أيضاً: «بمن تظنون أن الله ينصركم ويرزقكم إلا بأضعفكم؟ »
(4-9-3 page )قال الله تعالى: «واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه». ولا تتعدى أعينكم عنهم تطلبوا ضياء الحياة هنا في الأسفل"(29)
(5-0-1 page )فالناس من حيث الولاء والبراء ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
(5-1-1 page )وهم المؤمنون الصادقون من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
(5-1-2 page )وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي نحن مدينون له بحب أعظم مما نشعر به تجاه أنفسنا وأبنائنا ووالدينا والإنسانية جمعاء.
(5-1-3 page )ومن بعد النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه وأمهات المؤمنين وأهل بيته الصالحين وأصحابه الكرام، وعلى وجه الخصوص الخلفاء الراشدون، وبقية الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، المهاجرون، الأنصار، وأصحاب بدر، والذين بايعوا في بيعة الرضوان، وسائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
(5-1-4 page )ومن بعدهم التابعون والأجيال الشريفة وأسلاف هذه الأمة وأئمتها كالأئمة الأربعة.
(5-1-5 page )قال الله تعالى: «وللذين جاءوا من بعدهم يقولون: رب اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان إنك أنت الغفور الرحيم».
ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا. رب إنك أنت الرؤوف الرحيم”. » 37
(5-1-6 page )ثم إن من كان في قلبه الإيمان لا يمكن أن يبغض الصحابة وسلفا هذه الأمة.
(5-1-7 page )بل إن من يبغضهم هم الضالون والمنافقون وأعداء الإسلام كالشيعة والخوارج أعاذنا الله منهم.
(5-2-1 page )وهؤلاء هم الكفار مطلقاً، من الفجار والمشركين والمنافقين والمرتدين والملحدين، بلا تمييز.
(5-2-2 page )وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: «لا تجد من الناس يؤمنون بالله واليوم الآخر يتخذون من حاد الله ورسوله سواء كانوا آباءهم أو أبناءهم» أو إخوانهم أو أهل عشيرتهم"38
(5-2-3 page )37 الحشر ج10
(5-2-4 page )وقال الله تعالى أيضاً في ذمته لليهود: "ولقد رأيت كثيراً منهم يتولون الكفار. فبئس ما أعدت أنفسهم لأنفسهم حتى نالوا غضب الله وفي العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوا هؤلاء الكفار أولياء. لكن الكثير منهم منحرفون. » 39
(5-3-1 page )وهكذا اجتمعت المحبة والعداوة لهذا النوع من الناس الذين هم فسق المؤمنين. نحن نحبهم بسبب الإيمان الذي يحييهم، ولكننا نكرههم بسبب معصيتهم التي هي أدنى من الكفر والشرك.
(5-3-10 page )وأشد الناس حرباً على الله من عادى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسبهم وطعن فيهم.
(5-3-11 page )ولكن النبي (ص) قال: "اتقوا الله في أصحابي! اتقوا الله في أصحابي! لا تجعلوهم هدفا لهجومكم، فإنه من آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فلا يعذب إلا قليلا» 42.
(5-3-12 page )وأصبحت عداوة الصحابة وإساءتهم ديناً وعقيدة عند بعض الطوائف الضالة.
(5-3-13 page )نعوذ بالله من غضبه ومن عذابه الأليم، كما نستعيذ بعفوه وعصمته. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(5-3-14 page )40 رواه ابن جرير
41 رواه البخاري
42 رواه الترمذي وغير
(5-3-2 page )علاوة على ذلك، فإن الحب الذي نشعر به تجاههم يعني أن ننصحهم وندين أفعالهم. ولذلك لا يجوز السكوت عن تعدياتهم، بل يجب علينا أن ندين سيئاتهم، ونأمرهم بالمعروف، وننهيهم عن المنكر. وتطبق عليهم الحدود والتوبيخ حتى يمتنعوا عن معصية الله ويتوبوا من مثل هذه الذنوب.
(5-3-3 page )لكن لا ينبغي لنا -من ناحية- أن نبغضهم مطلقاً، وأن نتبرأ منهم، كما يقول الخوارج في من يرتكب كبيرة من الذنوب دون الشرك.
وأما أن لا نحبهم ونواليهم مطلقا كما يقول المردجية. ولذلك ينبغي التمسك بالتدبير الصحيح كما فصلنا، وهذا هو سبيل أهل السنة والجماعة.
(5-3-4 page )حب الله وبغضه من أقوى أركان الإيمان. لاسيما وأن الإنسان سيلحق يوم القيامة بمن أحب، كما جاء في الحديث.
(5-3-5 page )للأسف، لقد تغير الزمن، لدرجة أن غالبية التحالفات والعداوات بين الناس مبنية على خيرات هذا العالم. وهكذا فإن من يطمح إلى تحقيق شيء من متاع الدنيا المادي سيجد حلفاء كثيرين، حتى لو كان عدواً لله ورسوله ودين الإسلام.
(5-3-6 page )ومن ليس له نفس الطموح سيجد أعداء كثيرين لا يكفون عن تعذيبه واحتقاره لأدنى سبب، حتى لو كان هذا الشخص وليا لله ورسوله.
(5-3-7 page )قال ابن عباس في هذا الموضوع: "الحب في الله، والبغض في الله، والولاية في الله، والبراءة في الله: هكذا ينال القداسة عند الله.. ولكن اليوم" - للأسف - أكثر الناس علاقات الأخوة التي تربط الناس مبنية على شؤون هذا العالم. "فلا يأتيهم ذلك بخير"40
(5-3-8 page )38 سورة المجادلة ج22
39 سورة المائدة ج80-81
(5-3-9 page )وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قال الله تعالى: «من عادى أحداً من أوليائي فقد آذنته بالحرب»» (41).